### **قصص جحا مع التجارة**
**جحا** هو شخصية فكاهية شهيرة في الأدب الشعبي العربي والتركي والفارسي، وقد اشتهر بحيله الماكرة وسخريته في المواقف اليومية. هو رمز للحكمة الممزوجة بالفكاهة، وقد رويت العديد من القصص التي تجمعه مع التجارة والبيع والشراء. هذه بعض القصص التي تظهر جحا في سياقات تجارية مرحة وذكية:
---
### **1. جحا والبضاعة التالفة**
في أحد الأيام، قرر جحا أن يبدأ تجارة جديدة، فذهب إلى السوق واشترى كمية من السلع التي كانت غير صالحة للبيع، لكن جحا قرر أن يبيعها بكل طريقة. وضع البضاعة التالفة في صندوق كبير وذهب بها إلى السوق.
في السوق، رآه أحد التجار وقال له: "ما هذه البضاعة؟!"
أجاب جحا مبتسمًا: "هذه بضاعة ممتازة، لن تجد مثلها في أي مكان."
رد التاجر: "لكنها تالفة ولا تصلح للبيع!"
قال جحا وهو يضحك: "لا! هذه بضاعة نادرة، لو كنت أنت في مكاني لكتبت عنها في الجرائد: *بضاعة جحا العجيبة! لا تفوتها*!"
ضحك التاجر وقال له: "لكن الناس لن يشتروا منها!"
أجاب جحا: "إن كنت لا تستطيع بيعها، فأنا سأبيعها بنفسي. كل شيء له زبون إذا عرفنا كيف نعرضه."
مرت الأيام، وأصبح جحا يبيع البضاعة التالفة، يطلق عليها اسم "السلعة الفاخرة"، ويؤكد للناس أنها نادرة جداً. وفي النهاية، بدأ الناس يأتون لشرائها ظنًا منهم أن هناك سرًا في البضاعة التالفة التي يبيعها جحا.
---
### **2. جحا والبيع بالنصف**
في يوم من الأيام، قرر جحا أن يبيع بعض السلع في السوق. فذهب إلى بائع سمك وقال له: "أريد سمكًا طازجًا، ولكن لا أستطيع دفع ثمنه بالكامل. هل يمكن أن تبيعني نصف سمكة؟"
استغرب البائع وقال: "كيف تشتري نصف سمكة؟ السمك لا يُباع هكذا!"
أجاب جحا بحيلة: "فقط احضر لي سمكة كاملة، وسأدفع لك نصف الثمن الآن، والنصف الآخر عندما أحتاج إلى الجزء الثاني منها."
ضحك البائع وقال: "لكن السمكة ليست قابلة للتقسيم بهذا الشكل!"
قال جحا: "إن كنت ترفض بيعها لي بهذه الطريقة، فأنا سأذهب إلى السوق المجاورة حيث يمكنني شراء نصف سمكة بأقل من نصف الثمن."
---
### **3. جحا والصفقة المربحة**
ذات يوم، مر جحا بسوق من الأسواق، فلاحظ بائعًا يعرض مجموعة من الأشياء الغريبة، وكان من بينها **سلة مليئة بالعسل**. اقترب جحا وقال للبائع: "كم ثمن هذه السلة؟"
قال البائع: "ثمنها عشرة دنانير."
قال جحا: "ماذا لو دفعت لك خمسة دنانير؟"
رد البائع: "كيف ذلك؟! إنها لا تساوي هذا السعر."
قال جحا مبتسمًا: "إذا اشتريت منك السلة بهذا السعر، سأمنحك عشرة دنانير أخرى بعد شهر."
أجاب البائع في دهشة: "لكن كيف يمكنني أن أصدقك؟"
قال جحا بحكمة: "إذا كانت لديك ثقة في قدراتك التجارية، فستدرك أنك بعد شهر من الآن ستكون قد ربحت أكثر من عشرة دنانير. أما إذا لم تشترِ الآن، فإنك ستخسر الصفقة."
بعد أن فكر البائع قليلاً، وافق على العرض وقبل أن يعطي جحا السلة.
بعد مرور شهر، عاد جحا إلى البائع وسأله: "هل تتذكر الاتفاق الذي أبرمناه؟"
قال البائع: "بالطبع، لكنك وعدت بأن تدفع لي عشرة دنانير."
قال جحا مبتسمًا: "أنت الآن أدرجت السلة في حسابك على أنها خسارة. لكنني لو كنت قد اشترتها منك بنصف السعر، كنت سأحصل على صفقة أفضل!"
---
### **4. جحا والسوق الجديد**
في أحد الأيام، قرر جحا أن يفتح متجرًا صغيرًا لبيع الملابس في السوق. فاستأجر دكانًا صغيرًا ووضع فيه بضائع متنوعة. لكنه لم يكن يعرف الكثير عن التجارة.
بدأ جحا في بيع السلع بأسعار متدنية جدًا. وكان يقيم العروض على مدار اليوم: "اشترِ 3، واحصل على 5!". لم يكن الناس يفهمون طريقة العرض، لكن الفضول دفعهم لزيارة المتجر.
بعد أسابيع، بدأ الزبائن يزدادون في المتجر، معلقين على عروضه المميزة. في أحد الأيام، سأله أحد الزبائن: "كيف تمكنت من جلب هذه الكمية من الزبائن؟"
أجاب جحا بفخر: "أنا لا أبيع لهم، بل أبيع لهم فكرة الحصول على شيء أكثر مما يدفعون من أجله. إنهم يحبون فكرة أنهم يحصلون على صفقة لا مثيل لها!"
وهكذا أصبح جحا مشهورًا في السوق بقدرته على جذب الزبائن، رغم أنه كان يبيع بضائع متواضعة بأسعار متدنية!
---
### **5. جحا وتجارة المواعيد**
ذات يوم، قرر جحا أن يفتح متجرًا لبيع المواعيد! نعم، المواعيد!
أقبل عليه أحد الزبائن قائلاً: "أريد منك موعدًا مع أحد الأثرياء في المدينة."
أجاب جحا بابتسامة: "بالتأكيد، سأحدد لك موعدًا في اليوم الذي تختاره، ولكن عليك أن تدفع لي مسبقًا."
قال الزبون بدهشة: "لكن كيف تبيع مواعيد؟!"
رد جحا: "أنا لا أبيع المواعيد فقط، بل أبيع لك فرصة في المستقبل. كلما كنت أكثر صبرًا في تحديد موعدك، كان العائد أكبر!"
ضحك الزبون وقال: "أنت تبيع الهواء!"
أجاب جحا وهو يبتسم: "إذا كنت تعتبر ما أقدمه هو الهواء، فأنا سعيد بأنك دفعته لي!"
---
### **الخلاصة:**
قصص جحا في التجارة لا تقتصر على الكوميديا فقط، بل تحمل أيضًا حكمة لاذعة حول الواقع. هو يضحك الناس بتجاربه المدهشة ولكنه أيضًا يبرز القيم التجارية مثل الذكاء، الحيلة، والقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة بطريقة غير تقليدية.